ألف تحيّة ليركا وأهلها - زهير دعيم

أمس الأوّل " قامت القيامة " في بلدة يركا ولم تقعد ، فقد أقدمت سلطة " التنظيم " والبناء على هدم بيت هناك ، فواجهوا وشرطتهم عنادًا وإصرارًا ورفضًا من المواطنين  الذين اجبروهم على اخلاء المكان ، ثمّ اعادوا البناء الى ما كان عليه  .. 
 وللحقيقة أقول : أنّ كلمة  هَدَمَ يَهدِمُ هَدْمًا  كلمة قاسية ، شرسة ، عاتية ، فالإنسان " يحطُّ دم قلبه"  كما قال الأجداد حتى يبني بيتًا  يسكن فيه هو او ابنه المقبل على الزواج .
 كلّ هذا والذريعة و "الجريمة" أن هذا البيت بُني على قطعة أرض خارج الخارطة الهيكليّة  " المُقدّسة "  ولو بمتر واحد ؛ هذه الخارطة التي تأبى أن تتسع وتتوّسع بأمر من فوق ومنذ عشرات السنين .
  ويبقى السؤال هو : 
          لماذا هذا الاجحاف بحقّ المواطن العربيّ في إسرائيل الذي هو مواطن جميل ويقوم بكلّ واجباته ؟ 
     حدث معي الامر عينه ، فأنا  الذي خدم الدولة كمربٍّ ما يقرب من أربعين سنة ، لا املك ولا نملك الّا قطعة صغيرة من الأرض ورثناها عن اجدادنا  ، فبنى عليها اخوتي الكبار ، ولمّا جاء دوري ، تيقن لي أنّني ابني خارج الخارطة الهيكليّة ، في حين أن اخي الذي لا يبعد عنّي سوى مترًا واحدًا  بنى بيتًا " قانونيًّا" ، فصرتُ  أنا جانيًا ومُخالفًا ، فحُكم عليّ بأن أدفع أكثر من مائة ألف شاقل قابلة للتمديد والزيادة .  
  قد يكون الحكمُ بدفع مخالفة ماليّة ، أهون وأيسر من الهدم ولكنه يبقى ظلمًا واجحافًا. 
                    ويبقى السؤال الأكثر الحاحًا :
    لماذا يُضيّق علينا حكّامنا الخناق بهذه الصورة الرهيبة ، في حين أنّ الجبال والتلال من حول بلدتنا الجميلة عبلّين وغيرها  قد " امتلأت " بالمستوطنات اليهوديّة .
    هل يحقّ للمواطن فلّان ما لا يحقّ لعلّان ؟ وهل هناك مواطن درجة ممتازة ومواطن درجة ب و ج .
   لتقولوا ما تقولون - أنا الأنسان النّظامي والمواطن الجميل - انَّ قلبي كان مع أهلنا في يركا وفي كلّ مكان في البلاد بنى مواطن بيته " بعرق جبينه ودم قلبه " فجاء " القانون" فهدمه بدقائق وجعله رُكامًا . 
   حان الوقت أن أُعاملَ أنا الدّعيميّ ، الذي سكن جدوده في هذه البلاد،  لربما قبل مجيء سيّدنا إبراهيم الخليل اليها،  أنْ أُعاملَ كما الآخَرين !!!
   من  حقّ المُتوجّع أن يصرخ َ .
 ومن حقّ المواطن المظلوم أن ينتفضَ  بأدب إنْ صحَّ التعبير .
  كلّي أمل وصلاة أن  يعي حُكّامنا كبرَ هذه التصرّفات ، فينظروا بعين الرحمة والمحبة والمساواة  والعدل الى المواطن كان مَنْ كان ، فيعملوا على توسيع الخرائط الهيكلّية لبلداتنا العربيّة  ويرفعوا عنّا الضّيْم .
   أتُراني أحلم ... لسْتُ أدري .