06
سبتمبر
انزل عن الشجرة يا وليد- هادي زاهر
الحقيقة هي ان الحركة التقدمية للتواصل استطاعت توفير التواصل، بين الاهل في جبل العرب وفي لبنان وبين دروز اسرائيل، وللمعلومية كان المغفور له سلطان باشا الأطرش قد ارسل كتيبة درزية لمناصرة الثور الفلسطينية وقد ابلت هذه الكتيبة البلاء الحسن إلى أن نفذت الذخيرة وعندها لم يكن بإمكان قيادة الثورة من توفير المطلوب فأصدرت امرًا بالتوقف عن القتال والانسحاب ، قسم من الثوار استطاع من العودة إلى بلاده وقسم أخر أغلقت الحدود امامه فاضطر إلى البقاء، وهنا بنى من بقي في البلاد اسرة له، وهم عدد لا يستهان بهم من دروز البلاد، هؤلاء حرموا من رؤية ذويهم عقود من الزمن، هذا علما بان كل مواطني البلاد من بقية الانتماءات يسمح لهم من السفر إلى الدول التي تسميها إسرائيل معادية، حتى ان يهود ايران أيضا يسافرون للقاء ذويهم هناك ولكن أبناء الطائفة الدرزية ممنوع عليهم ممارسة هذا الحق، ارادت إسرائيل من وراء ذلك اغلاق الأفق العربي أمام أبناء الطائفة الدرزية لتستعبدهم، وهنا جاء السيد سعيد نفاع متحديا واستطاع أن يوفر هذا الحق لأبناء عشيرته وقد كلفه ذلك غاليًا كما يعلم الجميع، ويبدو بان هذه الحركة مدعومة معنويًا على الأقل من الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، هذا الحزب الذي كنت أتمنى فعلا أن يسير على درب المعلم، فالمعلم كمال جنبلاط شخصية فريدة بكل معنى الكلمة وقد سار مستقيما رغم كل العثرات التي وقفت في وجهه، بعكس ابنه وليد صاحب الموقف الجيد إلى حد بعيد ولكن في الفترة الأخيرة نجده قد اقترف خطئا شنيعا عندما ايد الإرهابي المدعو أحمد الشرع التي جاءت به أمريكا ليحكم سوريا بالرغم من المذابح التي ارتكبها نظام هذا الإرهابي بحق أهلنا، من سلب ونهب وحرق وإلخ من موبقات لا يستوعبها العقل البشري، تفيد التقارير بان عدد من استشهد من أهلنا على ايادي انصار الشرع تجاوز ال 7000 شهيدًا وعلى ضوء ذلك كيف يجرؤ وليد جنبلاط على مواصلة تأييده لهذا الإرهابي؟! لا سيما وان اتباع الشرع
قالوها بصراحة مطلقة " نريد القضاء على الأقليات" من هنا أقول بان التغني بدرب المعلم غير محق ابدًا بالرغم من مرافقتي الدائمة للحركة لا سيما وقد التقيت بوليد جنبلاط من خلال هذه الحركة في عمان وفي قبرص مؤخرًا، إن المراهنة على الشرع هي مراهنة فاشلة لا سيما ونحن ندرك تمامًا ما أقترفه بحق أهلنا مؤخرًا وفي السابق، لذلك أطلب من وليد جنبلاط سحب
تأييده لهذا الوحش فورًا قبل فوات الأوان، واطلب من الأخ سعيد نفاع أن يبلغه بضرورة الإسراع في النزول عن هذه الشجرة لقد أتاح الشرع واتباعه لإسرائيل من السيطرة على المشهد وطبيعي جدًا بان الإنسان عندما يُخير بين الموت والحياة أن يختار الحياة ايًا كانت الطريقة، والخيانة تكمن فيمن دفع إلى هذا الواقع وليس بمن اختار الحياة، لقد سار كاتب هذه السطور في الخط القومي عمرًا طويلا ولي عدة مؤلفات تدعو الاهل للسير ضمن الخط القومي ولكن عندما اذبح بناءً على الهوية سأختار أهون الشرين وسأختار الانفصال.

